## محارب المرافقة: انهيار الحلم ووميض الأمل في قلب مشهد مُلطّخ بالدماء، يتركنا المؤلف نُشاهد آخر أنفاس البطل، محارب أحلامٍ مُحطمة. تذكره يسبح في بحر من الذكريات، يرسم لنا صورة طفولته البريئة، حيث كان يحلم بأن يكون محاربًا شجاعًا، يمتطي صهوة جواده، يرافق القوافل ويحميها من المخاطر. لكن القدر كان له رأيٌ آخر، فوُلد البطل بساق تعرج، حلمٌ مُجبر على الزحف على أرض الواقع، ليحرمه من تحقيق طموحه. كبر ليصبح مجرد حمال، يتنقل بين الوظائف الغريبة، حاملاً أعباء الآخرين بدلاً من سيفٍ لامع. ننتقل مع البطل إلى يومه المشؤوم، حيث يعمل كمرافقٍ لقافلة تجوب طريقًا جبليًا وعِرًا. سرعان ما تتحول رحلة العمل إلى كابوسٍ مُرعب، حينما تقع القافلة في كمين قطاع طرقٍ أشرار. يُدرك البطل فداحة الموقف، قلبه ينبض بعنف، يُدرك أنه عاجزٌ عن فعل أي شيء. تنهال عليه ذكريات أحلامه المُحطمة، وكلمات ساخرةٍ تُطارده من ماضٍ أليم. في لحظةٍ خاطفة، وبرغم عجزه، يُقرر البطل ألا يستسلم للموت دون قتال. بيدٍ مرتجفة، يُشهر خنجره الصغير، سلاحه الوحيد في وجه الموت المُحدّق به. تتوقف القصة عند هذه اللحظة، تاركةً لنا تساؤلاً مُلحًا: هل سينجو البطل من هذا المأزق؟ هل سيُصبح عجزه دافعًا له لإيجاد طريقةٍ أخرى للقتال؟ النياشين لا تُصنع على وسائدٍ من ريش، بل تُولد من رحم المُعاناة، فهل ستُصبح هذه المُعاناة بدايةً جديدةً لمحاربٍ من نوعٍ آخر؟